الأربعاء، 23 فبراير 2011

لا "للتدخل الانساني"

رغم الالم الذي يولده عنف نظام القذافي ضد الشعب الليبي، ورغم التعاطف الكامل مع مأساة الليبيين، تشكل الفكرة التي يكثر تداولها في وسائل الاعلام الغربية عن قيام قوات من حلف شمال الاطلسي بتدخل انساني لوقف جرائم القذافي، سوء فهم عميق لما يجري في العالم العربي وخطر جدي يهدد الحركة الديموقراطية العربية.

باختصار شديد، سيؤدي أي نزول لقوات الاطلسي في ليبيا وبغض النظر عن الذرائع، إلى اجهاض كل الثورات العربية، التي نجحت والجارية اليوم والتي تتحضر للانطلاق. سيضع الانزال "الانساني" الثورات في خانة عودة السيطرة الغربية على المنطقة وسيمنح انظمة الاستبداد العربية القائمة المزيد من الذرائع للتمسك بالسلطة.

ومن جهة ثانية، سيعني أي تدخل انساني في ليبيا، رفع عقيرة أنظمة الممانعة وممارستها الضغط على قوى التغيير لمنعها من القيام بأي تحرك. بكلمات أخرى، سنكون أمام تكرار للغزو الأميركي للعراق والنتائج الكارثية التي جلبها لقوى التحرر والديموقراطية والتغيير العربية. وسترفع الحكومات العربية التسلطية ذات الشعار الذي رفعته بعد الغزو الاميركي للعراق: التغيير يعني الاحتلال الغربي والاقتتال الطائفي -القبلي.

لا نريد رؤية التاريخ يتكرر على هذه الصورة الكارثية مرتين في أقل من عقد واحد.

حسام عيتاني

هناك تعليق واحد:

  1. حسام،
    لأي درجة سيكون ممكناً لشعب أعزل أن يواجه قصفاً بالطائرات والمدافع؟
    أفهم تماماص وجهة نظرك، لكن الا تظن أن الحل الأنسب، والممكن تقنياً هو تهديد القوى الدولية للعسكر الليبي بتدمير أي طائرة أو أي رتل من الدبابات يتحرك في هذه الفترة، لشل هذه الحركة ولكن دون ارسال أي قوات على الأرض؟

    ردحذف