السبت، 23 أبريل 2011

صرت عدة احيان طالع مع شوفير سرفيس عم يسمع برنامج إذاعي، يعتقد مقدمه انه أحد الامثال الشعبية هو خلاصة الحكمة عبر العصور... كل خمس دقائق بيقول المقدم "انخلي يا مرات حنا ان ضل في طحين".... لا أعرف من اي ثنية من ثنيات دماغ المقدم خرج هذا المثل لكنها تساهم في عدم تحسين صورة سائقي السرفيس في بلادنا

الاثنين، 11 أبريل 2011

كشف سر تكرار سقوط اجدابيا والبريقة

توصلت اليوم الى كشف مدهش حول الأحداث الليبية. فكل يوم استمع إلى المتحدثين باسم الثوار يقولون أن وضعهم ممتاز ويحققون المزيد من التقدم. واتابع الأخبار لاكتشف ان اجدابيا سقطت بعد البريقة بأيدي قوات القذافي. في اليوم التالي يتكرر الموضوع لكن الثوار هم من يسيطر على المدينتين. فاشتبه الأمر علي وشككت في صدق ما يقول الثوار والمتحدثون باسمهم على القنوات الفضائية المعتمدة في نقل أخبار (بعض) الثورات.
إلى ان قررت الاستعانة بخريطة لليبيا حيث كانت المفاجأة الكبيرة: هناك سلسلة طويلة من المدن التي تحمل اسمي اجدابيا والبريقة على طول الساحل الليبي. وعندما يعلن الثوار انهم تقدموا الى اجدابيا يكونون فعلا تقدموا الى أجدابيا غير التي سقطت في اليوم السابق. وعندما يقولون انهم في البريقة، تكون هذه بلدة تحمل ذات اسم البلدة التي احتلوها قبل ايام. ووفق الخريطة، هناك 24 اجدابيا. 23 البريقة. 15 راس لانوف. وهكذا دواليك.


حسام عيتاني

السبت، 9 أبريل 2011

إلى الأدعياء في يوم سقوط بغداد

في الذكرى الثامنة لسقوط بغداد، علت أصوات تنعي على كثر من المثقفين والكتاب العرب افراطهم في الاهتمام بالثورات العربية الدائرة اليوم، في ليبيا واليمن وسوريا، وتناسيهم المناسبة وما شكلته من بداية لعهد من الاحتلال والارهاب والموت في العراق. الأصوات ذاتها وما يدانيها ويكافئها، نددت تنديدا مريرا بتغافل مزعوم عن العدوان الاسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة.

في البال ملاحظات بسيطة وسريعة على النعي والتنديد المذكورين. فاهتمام الكثرة من الكتاب بالثورات العربية، علامة صحية على الاهتمام بالحاضر والمستقبل. وقد نذهب إلى القول إلى انه يؤشر إلى هضم المثقين هؤلاء لدروس احتلال بغداد وتوجيه انظارهم بالاستفادة من الدرس ذاك. 

اكثر من ذلك، نقول أن الاهتمام بالثورات العربية وبكل ما يحف بها من تفاصيل وأخطار جسيمة، ينم عن وعي للعلاقة السببية بين الاستبداد وبين الاحتلال. بين خلق الشروط الداخلية لاستدعاء الغزو الاجنبي وبين العجز الفاضح عن مقاومة الغزو هذا متى جاء. ذرائع الغزو والاحتلال ليست مطوية فقط في محاضر اجتماعات الرؤساء الغربيين. بل هي مبذولة امام عيوننا في ليل الاستبداد والظلم والقمع العربي الطويل. وأمن اسرائيل والنفط والاعتبارات الاستراتجية الكبرى، يدخلها في معادلة الغزو الخارجي من يجوف مجتمعه ويحول دون بنائه بناء متوازنا مفتعلا توترات طائفية وعرقية وجهوية لدوام سلطانه العدمي.

ان المسؤول عن الغزو الخارجي، في العراق وليبيا وغيرهما، هو في المقام الأول، ذلك النموذج التسلطي المنقطع عن العالم والمفقتر الى المعنى والمتمسك بأدواته الأمنية المريضة وعنفها المجنون.

أما بالنسبة إلى ما يجري في غزة، فنقول أن ما من حل عادل للقضية الفلسطينية من دون تغيير في "النظامين" الحاكمين في غزة ورام الله واقتناعهما أنهما اضعف بكثير من أن يكونا جزءا من لعبة المحاور العربية -الاقليمية من جهة، وأقل أهمية بالنسبة للعالم من أن يسارع هذا لنجدتهما متى اقتتلا وتناحرا. عليه، تكون الثورات العربية الحالية قدمت اقتراحا بمخرج من الأزمة الوطنية الفلسطينية.

والأدعياء (اقرأ: الأغبياء) الذين يأخذون على الكتاب العرب ما ذكرنا من مآخذ، يتعين عليهم فهم الحقيقة البسيطة القائلة ان الانظمة الآيلة الى السقوط لم تنصر شعبا عربيا عندما عزّ النصير. ولم تدافع عن مدينة فلسطينية او لبنانية او غيرها عندما استذأبت اسرائيل. ونحن على يقين أن ما يدافع عن اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والمصريين واليمنيين والبحرينيين وغيرهم هي أنظمة تقوم على احترام كرامة المواطن وليس امتطائه بذريعة قضية لا تعرف انظمة الاستبداد قيمة لها ولا معنى غير استغلالها للبقاء على رقاب الخلق.

حسام عيتاني